هناك حكاية قديمة تروي منذ الحكم العثماني لليبيا حتى يومنا هذا تقول انه بأحد المناطق الريفية ادخل عجل رأسه في زير من الفخار ولم يستطيع احد من الحاضرين إخراج راس العجل من الزير فتمت الاستعانة بمهندس تركي من منطقة خانيا كان يعمل قريباً من الموقع الذي حدثت فيه الواقعة وبعد وصوله عاين الموقف وطالب بقطع راس العجل ثم أمر بكسر الزير وهكذا أضاع العجل والزير ..
وقد ذكرني بهذه الحكاية قرار لجنة الطعون بالأتحاد الليبى لكرة القدم الذي يقضي بإعادة مباراة الاتحاد والأخضر بنفس الملعب مع إن المباراة محل الطعن انتهت نهاية طبيعية في وقتها القانوني ولم يقع فيها أي خطا فني ورد في تقرير الحكم او المراقب مما يوجب إعادتها ، لكن اللجنة المعنية هروبا من الواقع رأت اللجوء الى الحل الأسهل لترضي الطرفين ، فالاتحاد الذي خسر المباراة في الملعب إعادتها له ليجرب حظه من جديد والأخضر الذي ربما يكون قد وقع في خطا إداري أعيدت له المباراة أيضا دون أن يخسرها مع انه حقق نتيجتها في الملعب بجهد لاعبيه.
عموماً المباراة حسب القوانين واللوائح لأتعاد لأنها حق لأحد الطرفين .. لكن من بإمكانه أن يعطي الحق لصاحبه وسط سخونة الدوري وصراع المقدمة وتأثير نتيجة المباراة على البطولة، إن الموقف جعل المسئولين يهربون من اتخاذ القرار لأن من يتخذه سيكون بين فكي كماشة الاتحاد والأهلي طرابلس ، وكم أود ألا يحال الموضوع الى الاتحاد الدولي لأنه لا يتصور أن يكون هناك إتحاد عام ينتسب إليه ولا يستطيع الفصل في مباراة مختلف حولها رغم وجود النصوص واللوائح لديه .
إن ضعف الاتحاد العام وتأجيل لجنة مسابقاته البث في الاحتجاج في الوقت المناسب جعل الأمر يتطور ويتحول إلى شبه كرة ثلج يزداداً حجمهاً كلما تدحرجت نحو الأسفل .
ولهذا لم يعد أحد قادرا على إتخاذ القرار لأن التأخير في البث أثار حولها الشكوك وأتاح الفرصة للتأويلات ، وكأن ورائها طبخة سرية تتم في الخفاء مع أن الموضوع واضح وضوح الشمس ، وفريق تقدم بإحتجاج حول مباراة خسرها في الملعب وطعن في شرعية وجود لاعب بالفريق الخصم لا يحق له المشاركة في تلك المباراة ، وكان على لجنة المسابقات في أول اجتماعاتها مراجعة الكشوفات وتشكيلة تلك المباراة والتأكد من وجود إسم اللاعب محل الإحتجاج من عدمه ومن قرار حرمانه ، فإن وجد ذلك حقيقة تعطى نتيجة المباراة للفريق المحتج وإن كان غير ذلك يقبل الاحتجاج شكلا ويرفض موضوعا وتصادر قيمة الاحتجاج ، إلا إذ كان هناك أمور أخرى لا نعلمها تتعلق بالحرمان والابلاغ وغير ذلك .
إن الاتحاد العام الحالي رغم ضعفه وفشله فهو غير محظوظ ايضا لأنه لو فاز أحد فريقي المقدمة في مباراة الديربي الاخيرة ليسهل له الحل ، نعود إلى لجنة الطعون وقرارها الذي رفضته كافة الأطراف التي لها علاقة مباشرة بنتيجة المباراة وهي السابقة الأولى في تاريخ لجان الطعون ، لأنه جرت العادة أن يكون هناك طرف مستفيد دائما من قراراتها ، لكن كما حدث مع المهندس الذي ضيع العجل والزير حدث مع لجنة الطعون التي ضيعت نقاط الأخضر وطعن الإتحاد وترتيب صاحب المقدمة بقرار إعادة المباراة "واللي يعيش يا ما يشوف" من إتحاد العجائب .[b]