دعكِ مما تقرأين. فالنساء الناجحات يبلين حسناً في الحب وتربية الأولاد.
إذا كنت تطالعين موقع فوربز أو مجلة نيوزويك أخيراً أو حتى آخر كتاب صادر لمورين داون، النشطة في مجال حقوق المرأة، فلربما كنت تعتقدين أن فرصة النساء الناجحات في أن ينجحن في بناء عائلة سعيدة هي تماما كفرصة كارلي فيورينا المستحيلة في أن تعود رئيسة لشركة هيوليت باكارد. لكن لديَ بشرى للنساء العاملات: إن النظرية القائلة أنهن لن ينجحن في عملهن وبيتهن معاً هي محض هراء. فهي مبنية على معلومات قديمة وإحصاءات مغلوطة.
فالحقيقة هي أن النساء الذكيات الناجحات يتزوجن وفق معدلات باقي النساء الأخريات، وعندما يتزوجن فإنهن ينجبن أطفالاً بالمعدلات ذاتها أيضا. انظري إلى البيانات الواردة في إحصائية التعداد السكاني الحالية للعام 2006 في الولايات المتحدة. وهي إحصائية وطنية تمثل 50 ألف منزل يجريها سنويا مكتب إحصاءات العمل ومكتب التعداد الأمريكي. من بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن مابين 35-39 عاما، ويعشن في مدن متوسطة الحجم، ويجنين أكثر من 75 ألف دولار في السنة، ويحملن شهادة ماجستير، فإن نسبة 92% منهنَ متزوجات. وفي المقابل فإن من بين النساء الأقل تعليما والأقل دخلا ومن الفئة العمرية ذاتها واللواتي يقمن في مدن من الحجم ذاته، واللاتي يجنين ما بين 30-35 ألف دولار في السنة في السنة، ودرسن قليلا في المعاهد، هنالك نسبة 87% بينهن متزوجات.
ووفقا للبيانات ذاتها، فإن 84% من بين النساء المتزوجات اللواتي يجنين أكثر من 60 ألف دولار في السنة، أو ممن يحملن شهادات جامعية، لديهن أطفال تحت سن الثامنة يقيمون في المنزل، وذلك للنساء من الفئة العمرية من 40-44 عاماً. وهي نسبة أعلى من نسبة النساء المتزوجات ذوات الدخل الأقل، حيث تبلغ لديهن 70% فقط.
من المهم ملاحظة أن السيدات الناجحات أقل عرضة لإنجاب الأطفال خارج رباط الزواج، وبالتالي فإن معدل الخصوبة الإجمالي بين هؤلاء السيدات أقل. ولكن أولئك الذين يبكون مصير النساء الناجحات اللواتي لم ينجبن أطفالا فهم لم يمسكوا بحقائق الجيل الحالي.
لماذا الجهل المستمر؟ لَعل السبب هو حكمة تقليدية عالقة من الماضي. فحتى إحصاءات الثمانينات كانت تظهر السيدات المتعلمات الناجحات أقل فرصةً لأن يتزوجن وينجبن أطفالا. كانت المرأة البالغة من العمر 40-44 عاما، والتي قضت فترة دراسة لمدة 19 عاماً، إضافة إلى شهادة جامعية، تمتلك فرصة بنسبة 66% لأن تتزوج مقارنة بالنساء اللواتي تعلمن لمدة 12 سنة واللاتي تملكن فرصة بنسبة 83% ليتزوجن في ذلك العمر. أما النساء الحاملات لمؤهل مهني أو شهادة دكتوراه فقد كان احتمال أن يكن بلا أبناء في عمر الأربعين هو ضعفا ذلك الاحتمال لدى اللواتي تعملن قليلاً في المعاهد.
لقد بدأ التحول بعد إحصائية العام 2000 بقليل. وتشير التنبؤات إلى أنه وبحلول العام 2010 ستتضمن الإحصاءات مزيدا من الأدلة على أن الرجال الأذكياء يتزوجن نساء ذكيات.
لماذا هذا التحول؟ النساء والرجال يدرسون ويعملون جنباً إلى جنب بمعدلات متزايدة باستمرار. وأكثر من نصف خريجي الجامعة من النساء. كما يصلن إلى المستوى ذاته في معظم المدارس المهنية. والجيل الحالي من الرجال سعيد بفكرة أن من الممكن مشاركة المسؤوليات المالية مع نساء من المستوى ذاته من الكفاءة.
ثمة جانب آخر من هذه الصورة يحظى بمعدل متزايد من التدقيق كلما نجحت النساء أكثر في تحصيل دخل أكبر. ما الذي يحصل للزيجات التي تحقق فيها النساء مالاً أكثر من الرجال؟ تعاونتُ مع شركة (هاريس انتر آكتيف) للأبحاث في أجراء دراسة تمثل واقع العام 2006، ووجدت أن نسبة 82% من النساء الناجحات العازبات يقلن أنهن منفتحات على الزواج برجل يحقق دخلاً أقل منهن، ونسبة 61% من المجموعة نفسها أفدن بأنهن سيشعرن براحة أكثر إذا كنَ هنَ صاحبات الدخل الأعلى في أسرهنَ. وقد عرَفنا شريحة الناجحات بأنهن من يمتلكن شهادات جامعية. يقولون إن احترافية السيدة أو نجاحها التعليمي يجعلها مرغوبة أكثر كزوجة؛ ونسبة 68% يفيدون أن النساء الذكيات عن أمهات أفضل، ونسبة 90% يقولون أنهم يريدون الزواج أو متزوجون فعلاً بامرأة تقاربهم ذكاءً.
الخلاصة: ثمة بيانات مشجعة متزايدة تنبئ بمستقبل باهر وزيجات سعيدة ومفهوم متوازن للعمل والأسرة بالنسبة للجيل الحالي من السيدات الأمريكيات ولبناتهن.
------------------------
(*) مؤلفة كتاب "لِمَ يُقدم الأذكياء على الزواج من نساء ذكيات؟" الصادر عن دار (سيمون آند شوستر)
- المصدر : مجلة (Forbes) العربية – العدد 33 – مارس 2007