رسالة إلى السيد المحترم 'إمرقان'

رسالة إلى السيد المحترم 'إمرقان'

أزول ذامغناس

سيدي المحترم.. 'إمرقان'

لا شك أنك من تحيتي تعرفت أني من ساكنة إقليم الناظور، ذاك الإقليم الذي حللت به الموسم الماضي ضيفا على قلوب الأمازيغ، ورفرفت في السماء ألوان ثامزغا الزاهيو عاليا معلنة عن أمازيغية مدينتنا التي صنفت ضمن المغرب الغير النافع، وذاق أهلها مرارة الحياة منذ رحيل شهدائها، منذ إسقاط 'أمزيان' من أعلى فرسه وسط ميدان الحرب، ومنذ إخماد فتيلة البحث العلمي 'قاضي قدور'، وذاقوا مرارة القمع سنة 1984 ودفنوا أحياء وأمواتا تحت تراب ريفنا الغالي...

سيدي المحترم.. 'إمرقان'

فبحلولك على مدينتنا في الموسم الماضي، بحناجر طالما قصدت الجبال هروبا من بطش الأيام الخوالي، وطالما ارتمت في أحضان بلاد الشمال بعيدا عن الموطن.. عن الاصدقاء.. فجئت فجأة سيدي، جمعت بيننا والتحمنا في ساحة أمازيغية، على مشارف بحيرة أمازيغية، وعلى نغمات نسيم أمازيغي.. لنصرخ عاليا 'ذي-ما-زي-غن ذيمازيغن'...

سيدي المحترم.. 'إمرقان'

فيا ترى، ما سبب غيابك عنا هذا الصيف؟؟

هل دبروا لك أمرا مثلما فعلوا مع 'قاضي قدور'؟؟

سمعت من هنا ومناك، أن اسمك سيدي 'إمرقان'، هو ملك لغيرك، وسمعت أن هذا هو سبب عدم حلولك على المدينة، لكن تساءلت مع نفسي، ومع محبيك سيدي.. ماجدوى الجمعيات الأمازيغية في المدينة؟؟ تلك الجمعيات التي تتراقص على إيقاعات دراهم 'المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية'، فتراهم يتسابقون لجمع السنتيمات..

طبعا لا أقصد كل الجمعيات، فصرنا نرى في كل يوم ثقافة، وثقافتنا واحدة، ولم نرى أي تنمية، سوى تنمية مراكز أعضاء مكاتب هذه الجمعيات، وإن كان اسمك سيدي هو محل الجدال، فلتغيره، فلتجعله اسما آخر فنحن سنكون في الموعد.. سنلتقي هناك حتى لو حرموك من اسمك 'إمرقان'..

أما إذا كان الجدال عن ميزانيتك سيدي 'إمرقان'، فأظن أن الزيادات التي طالت المواد الأساسية في بلادنا السعيدة، كافية لتنظيم 'إمرقانات' في كل المدن.. ولسنا في مدينتنا نطلب بالشيء الكثير، مجرد منصة نجتمع حولها، وفنانين تقاسم معنا حلوة اللسان، ومرارة الحياة...

سيدي المحترم.. 'إمرقان'

سنظل نلتقي.. رغم غيابك عنا، سنضل نلتقي رغم الداء والأعداء، سنلتقي في كل 'امرقانات'.. بالحسيمة.. بطنجة..، أينما رفعت ألواننا الأربع سنكون هناك، مثلما كنا حين اعتقلوا مناضلينا في أكادير ومكناس، والراشدية.. مثلما كنا حين هز الزلزال الحسيمة.. سنلتقي قريبا، ونعدك حينها أننا سنقول كلمتنا، ولن نترك مجالا للكراكيز المتمزغة.