منتديات أمير مملكة الاحزان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مغاربة ما زالوا يتعاطفون مع فرانكو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
moskod
عضو نشيط
عضو نشيط
moskod


المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

مغاربة ما زالوا يتعاطفون مع فرانكو Empty
مُساهمةموضوع: مغاربة ما زالوا يتعاطفون مع فرانكو   مغاربة ما زالوا يتعاطفون مع فرانكو Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 12, 2008 11:11 am

مغاربة ما زالوا يتعاطفون مع فرانكو.. وإعادة نشر صوره مع صدام كانت لإغاظة أثنار

في الذكرى الـ 30 لرحيل دكتاتور إسبانيا الخبير في ترويج الشائعات



طنجة (شمال المغرب): عبد الله الدامون
حين يجد الإسبان أن الكثير من المغاربة ما زالوا يتعاطفون مع الدكتاتور الإسباني الراحل فرانسيسكو فرانكو، فإنهم لا يحسون بالكثير من الارتياح. فالجنرال فرانكو الذي قاد حربا أهلية طاحنة في إسبانيا بأجساد الآلاف من المقاتلين المغاربة، لا يثير ذكر اسمه في إسبانيا الكثير من الود، غير أن مغاربة كثيرين في شمال المغرب، وهي المنطقة التي كانت خاضعة للحماية الإسبانية، ما زالوا يحملون له بعض الإعجاب، مع أنه لم يترك في المنطقة غير الخراب وآثار متهالكة تدل على حماية إسبانية مهلهلة وفقيرة.
يقول خوسي توريس، وهو سائح إسباني عابر، زار مدينة طنجة بشمال البلاد، إنه لم يفهم كيف أن سائق سيارة الأجرة كان يتكلم عن فرانكو بنوع من الحنين والتعاطف الكبير. وقال توريس إن فرانكو ارتكب فظاعات في البلاد أثناء الحرب الأهلية وبعدها، في الوقت الذي فاجأته آراء مغاربة يقولون إن فرانكو بنى إسبانيا في وقت صعب وحماها من الأخطار، وصارت على الأقل معقلا للأمن وسيادة القانون، على الرغم من فقرها النسبي.

غير أن الإسبان الذين يفاجأون بهذا التعاطف، لا يدركون أن الجنرال فرانكو كان خبيرا حقيقيا في ترويج الإشاعات واعتماد الحرب النفسية أساسا لحكمه، سواء حين كان يعد للحرب ضد الجمهورية، أو بعد وصوله إلى سدة الحكم. وكانت إشاعات قوية جدا انتشرت في المغرب قبيل بداية الحرب الأهلية الإسبانية، خصوصا في منطقة الشمال، تقول إن فرانكو «اعتنق الإسلام»، وان «شهود عيان يعتدّ بهم»، شاهدوه بأم أعينهم وهو يطوف حول الكعبة بملابس الإحرام، وأن هذا الجنرال الداهية وعد المغاربة، والمسلمين عموما، بأنه سيعيد إليهم الأندلس في حال وصوله إلى الحكم في إسبانيا، وأن الشيوعية التي كان يحاربها في إسبانيا كانت تهدد المغرب، لذلك فإن الكثيرين من المقاتلين المغاربة الذين حاربوا في صفوف الجنرال ضد «إلحاد الشيوعيين الجمهوريين» كانوا يفعلون ذلك عن اقتناع كبير، وعدد كبير منهم كانوا يدافعون عن «أخ في الإسلام»، وآخرون كانوا يدافعون عن المغرب في موقع متقدم حتى لا تصل الشيوعية إلى المغرب وتهد المساجد بعد أن هدت الكنائس في إسبانيا وقتلت المئات من القساوسة والرهبان. وساعد الكثير من المغاربة في ترويج هذه الإشاعات إلى حد كبير، مما ساهم في ارتفاع أعداد المقاتلين في جيش العسكريين المتمردين.

واستغل فرانكو عداء الجمهوريين الإسبان للكنيسة، بسبب تحالفها مع فرانكو الذي وعدها بحماية مصالحها، لكي يشيع في المغرب أن الشيوعيين سيبسطون حكمهم على المغرب بعد أن يتمكنوا من بسط سيطرتهم على كامل التراب الإسباني.

ويقول المؤرخ المغربي، محمد بن عزوز حكيم، الذي يعتبر كنز معلومات فيما يتعلق بتاريخ شمال المغرب، إن هذه الإشاعات انتشرت قبيل الحرب الأهلية في المغرب إلى درجة قوية جدا، حتى أن الكثير من المغاربة صدقوا ذلك بشكل كامل. ويضيف حكيم أن هناك اعتقادا شائعا وخاطئا بأن المقاتلين المغاربة الذين حاربوا إلى جانب فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية كانوا يتحدرون من شمال المغرب، غير أن الحقيقة هي أنهم أتوا من كل مناطق المغرب، وأن عددا كبيرا منهم من الجنوب. ويشير حكيم إلى عقد الثلاثينات من القرن الماضي حين كان المغرب يعيش ظروفا اقتصادية صعبة، وانتشرت المجاعة في مناطق واسعة من البلاد، مما جعل الآلاف من المغاربة ينخرطون في جيش الجنرال فرانكو، أولا من أجل درء الجوع، وثانيا لاعتقادهم أنهم يقومون بعمل وطني حقيقي. غير أن هذا لا ينفي أن عددا كبيرا منهم جنّدوا بالقوة، وحملوا إلى الشاحنات قبل أن تعبر بهم البواخر مضيق جبل طارق في نسخة جديدة ورديئة لفتح الأندلس.

وكان للمقاتلين المغاربة دور حاسم في ربح الجنرالات الإسبان المتمردين على الجمهورية للحرب الأهلية، وتذكر المصادر التاريخية المختلفة أنهم حاربوا بشراسة في الخطوط المتقدمة وسقط بينهم ضحايا كثيرون، وبذلك ضرب فرانكو هدفين بعصا واحدة، فقد استغل قوة واندفاع المغاربة لكي يقضي على آخر معاقل أعدائه في إسبانيا، وتخلص في الوقت نفسه من المقاتلين المغاربة الذين كان من الممكن أن يوجهوا أسلحتهم ضده أساسا، لأنه كان المسؤول العسكري الأول عن احتلال إسبانيا لشمال المغرب، وبذلك خلق فرانكو وضعا غريبا في المنطقة حين استخدم جزءا من أعدائه ضد أعدائه، وربح المعركة بكاملها، ليتحول بعد ذلك إلى الحاكم الأوحد والمطلق لإسبانيا منذ سنة 1939، سنة انتهاء الحرب الأهلية، وإلى غاية 1975 حين مات على فراش المرض وترك في إسبانيا أتباعا ومخلصين كثيرين ما زالوا إلى الآن أوفياء لنهجه في الحكم، بل إن الحزب الشعبي اليميني، الذي حكم إسبانيا من 1996 إلى 2004، لا يخفي مسؤولوه تعاطفهم مع أفكار الجنرال الراحل، وكان والد رئيس الحكومة الإسباني السابق خوسي ماريا أثنار مقربا جدا من الجنرال فرانكو، كما أن أحد أعمدة الحزب الشعبي حاليا، وهو الغاليسي (نسبة إلى منطقة غاليسيا) مانويل فراغا، شغل مناصب كبيرة في عهد فرانكو، إضافة إلى قياديين آخرين في الحزب.

وقبل أن يبدأ فرانكو ثورته ضد الجمهورية الإسبانية، فإنه استقر طويلا في المغرب منذ السنوات الأولى لمسيرته العسكرية الحافلة. وكانت إقامته في شمال المغرب، وخصوصا في منطقة كتامة، أو في مدينة تطوان التي سكن فيها بمنزل متواضع في حارة «المنجرة» في المدينة القديمة، على الرغم من توفره على منزل رسمي وفاخر. وربما يعود تفضيل فرانكو للسكن بين المغاربة العاديين، الذين كانوا مختلطين بالإسبان وقتها، إلى رغبته في معرفة أدق تفاصيل حياتهم وطبيعة تفكيرهم، ما داموا سيشكلون فيما بعد النواة الصلبة لجيشه المتمرد. ويقول المؤرخ حكيم إن فرانكو تعلم بعض العربية العامية للمنطقة، ونفى في الوقت نفسه ما قيل عن أنه كان يسامر المغاربة بالطرب والغناء، ويضرب الدف أحيانا، وهو كلام يردده بعض كبار السن في المنطقة ممن عايشوا مرحلة الجنرال. منذ أن وصل فرانكو إلى الحكم سعى إلى إحاطة نفسه بحرس قوي من المغاربة الذين كانوا يسمون بالحرس المغربي، أو الحرس المسلم، وفق التسمية الإسبانية «لاوارديا مورا». ولم يكن فرانكو يثق كثيرا في بني جلدته، خصوصا في السنوات الأولى لحكمه، حيث كان الفرسان المغاربة بملابسهم التقليدية يحيطون به من كل جانب وهم يحملون رماحهم، قبل أن يغيبوا تدريجيا.

كما سعى فرانكو لإقامة علاقات متميزة مع البلدان العربية، وكان موقفه من القضية الفلسطينية يتجاوز في صرامته مواقف عدد من البلدان العربية. ولم تعترف إسبانيا بإسرائيل إلا بعد وفاة الجنرال بعيد 1975.

وقبيل غزو العراق قبل سنتين، بثت عدد من القنوات التلفزيونية الإسبانية صورا للجنرال فرانكو وهو يستقبل الرئيس العراقي السابق صدام حسين حين كان نائبا للرئيس العراقي سنة 1974.

وبثت هذه اللقطات من أجل إغاظة رئيس الحكومة الإسباني السابق خوسي ماريا أثنار، الذي كان من أشد المتحمسين للإطاحة بصدام، بينما كان «والده الروحي» فرانكو يتلقى عشرات الآلاف من براميل النفط مجانا من صدام من أجل أن تتجاوز إسبانيا، صديقة العرب، أزمة النفط لعام 1973، يوم كان الصراع العربي ـ الإسرائيلي في أوجه. غير أن أيام مجد فرانكو ولت إلى غير رجعة. ففي الذكرى الثلاثين لرحيله التي حلت هذا الأسبوع، وجدها رئيس الحكومة الإسبانية الحالي، خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو، فرصة لكي يزيل ما تبقى من تماثيل الجنرال في مدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما إسبانيا في شمال المغرب، بعد أن أزال من قبل تماثيل كثيرة في عدد من المدن الإسبانية، وكأنه ينتقم لخسارة اليسار في الحرب الأهلية التي وأدت أحلام الجمهوريين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مغاربة ما زالوا يتعاطفون مع فرانكو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أمير مملكة الاحزان :: منتديات العامة :: دردشة وفرفشة-
انتقل الى: